الحمد لله على نعمة السعودية
قبيل كتابة هذا المقال، تجولت في بعض مقاطع لمبتعثين سعوديين في أميركا وأوروبا، وهم يقارنون الحياة في وطنهم والبلاد التي يقيمون فيها، أو كانوا يقيمون فيها.
صحيح أن بعضنا زار بعض تلك البلدان، لكن الزيارة ليست كالإقامة «ولا ينبئك مثل مقيم». يتحدث بعض هؤلاء المبتعثين عن ذهولهم من صعوبة الحياة، من حيث الأمن والغلاء الفاحش والمعاملة في الجهات الحكومية، والتي تعتمد على مبدأ الدولار واليورو في أهم جوهر في حياة الإنسان وهو التعليم والصحة، فضلا عن عما دونها.
التعليم العام في أميركا، مثلا، لا تستطيع أن تقول مجانيا بحتا، لأن هناك ضرائب يدفعها الجميع للحكومة المحلية، والتي هي بدورها تدعم المدارس العامة.
وحين يدرس الطفل الأميركي في مدرسة حكومية خارج نطاقه الجغرافي، فإن على ولي أمره دفع رسوم تعليم عام. أما التعليم الجامعي، فكما هو معروف، غير مجاني.
الضرائب في بعض الدول الغربية لا تقتصر على الدخل والضمان الاجتماعي فحسب، بل تصل إلى ضرائب على الممتلكات والمبيعات والإيرادات والعقارات. فمثلا ولاية نيو جيرسي، تصل ضريبة العقار الذي يتملكه الفرد 1.9% بناء على متوسط قيمة المنزل، فلو كان متوسط قيمة منزلك مليون ريال، فإن عليك دفع ما يعادل 38000 ريال ضريبة سنوية! وهل تصدق أن هناك ضرائب وفواتير على الموت؟ ففي بريطانيا، مثلا، تُفرض «ضريبة الموت» على كل أسرة بريطانية تفقد عزيزا عليها بمقدار يصل إلى 1000 ريال سعودي مما يكلف الأسر ذات الدخل المحدود فوق طاقتها.
وفي بعض الولايات الأميركية تُفرض، أيضا، «ضريبة الموت» لقاء نقل تركات الأموات العقارية للورثة. وفي أميركا، كذلك، يوجد ما يسمى بـ«فاتورة الموت»، والتي تصل تكاليفها إلى ما يعادل 38000 ريال، تتضمن مراسم الجنازة والدفن والترتيبات الأخرى، كالنقل وحجز مكان القبر، مما نتج عنه تنامي طلب حرق الموتى من ذويهم، لتفادي تكاليف «فاتورة الموت»، بحسب صحيفة cnn العربية.
حتى الهدايا والهبات، قد لا تخلو من الضرائب في كثير من الدول، كبعض المناطق في أميركا وبريطانيا واليابان ونيوزيلندا والهند وتايوان. فهناك ضريبة الهدايا العقارية أو الأسهم والتي يتم نقل ملكيتها، كهبة، إلى شخص آخر وكذلك النقدية الكبيرة، يتم فرض ضرائب عليها بحسب البلد. إحدى الطرق التي يمكن خلالها للأميركيين تقديم الهبات لأغراض خاصة، وعدم الخضوع للمسؤولية الضريبية، تتمثل في عدم تقديم الهبة بصورة مباشرة للمتلقي المفترض، وذلك يمكن أن يأتي في صورة دفع النفقات التعليمية أو الطبية «أو إيجار العقار» نيابة عن شخص آخر وهو ما يعدّ بمثابة الهبة. بحسب نيويورك تايمز.
وفي كثير من دول العالم، هناك رسوم على القمامة في المنازل والمحلات بحسب وزنها، مما يضطر الأسر إلى إعادة تدوير المخلفات «مجانا» بدلا من وضع كل شيء في كيس قمامة المنزل المكلف، وبعض الدول الأخرى تفرض رسوم القمامة ضمن عقد الإيجار. هناك كثير من الضرائب الأخرى مثل ضرائب الطرق، وتكاليف مشاهدة القنوات الفضائية المجانية، خلال الكيبل التلفزيوني.
يشتكي مواطن أميركي لصديقه السعودي في أميركا عن دخله الذي يذهب كثير منه في ضرائب للحكومة الفيدرالية، وضريبة للولاية، وضريبة ثالثة محلية، ثم يلتفت إلى سؤال صديقه السعودي، وماذا عن ضريبة راتبك في بلدك؟ قال: ليست هناك ضريبة على دخل المواطن السعودي والمقيم البتة. ذُهل المواطن الأميركي من هذه المعلومة، وتمنى أن يعيش في السعودية ولو بثلث مرتبه في أميركا.
وفي الجانب التنظيمي ومحاربة الفساد، نشاهد مقاطع عدة وتقارير صحفية وتغريدات من دول عربية وغير عربية، تتمنى أن لديها «م. ب. س» آخر، أي «محمد بن سلمان»، كي يضرب بيد من حديد على مظاهر الفساد المالي والإداري في تلك الدول. «الحمد لله على نعمة السعودية»، واقع لا ينتهي الحديث عنه، وقد نحتاج سلسة مقالات بهذا الخصوص. وكل عام والسعودية بخير وحب وسلام.
نقلا عن الوطن